وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آَمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ
لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا
وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (87)
وهذا القول يوضح لنا أن طائفة آمنت , وطائفه لم تؤمن , ثم جاء الأمر للطائفتين , فأمر المؤمنين بالصبر تأنيس لهم , وأمر الكافرين بالصبر تهديد لهم .
وهذه دقة القرآن فى الأداء وعظمة البيان والبلاغة . إذن , فكلمة : اصبروا نفعت فى التعبير عن الأمر بالصبر للذين آمنوا , ونفعت فى كشف المصير الذى ينتظر الذين لم يؤمنوا , فصبر الكافرين مآله وعاقبته , إما أن يخجلوا من أنفسهم فيؤمنوا , وإما أن يجدوا العذاب , وصبر المؤمنين يقودهم إلى الجنة , وأن الذى يحكم هو الله وهو خير الحاكمين , لأن المحكوم عليهم بالنسبة له سواء , فلا أحد منهم له أفضلية على أحد ولا أحد منهم قريبه , وإلا قرابة القربى والزلفى إليه , وسبحانه هو العادل بمطلق العدل , ولا يظلم أحداً .
ويقول الحق بعد ذلك :
قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ
وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا
قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ (88)