أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ

 نَائِمُونَ (97)أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا

 ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)

 

ونلحظ وجود (( همزة استفهام)) و((فاء تعقيب)) فى قوله الحق(أفأمن) وهذا يعنى أن هناك معطوفاً ومعطوفاً عليه, ثم دخل عليهما الأستفهام, أى أنهم فعلوا وصنعوا من الكفر والعصيان فأخذناهم بغته, أبعد ذلك أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا وعذابنا بياتاً أو ضحى كما صنع بمن كان قبلهم من الأمم السابقه؟ هم أذن لم يتذكروا ما حدث للأمم السابقه من العذاب والدمار.

ويوضح الحق أن الذين كذبوا من أهل القرى, هل أستطاعوا تأمين أنفسهم فلا يأتيهم العذاب بغته كما أتى قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب؟ والبأس هو الشدة التى يؤاخذ بها الحق سبحانه الأمم حين يعزفون عن منهجه. وما الذى جعلهم يأمنون على أنفسهم أن تنزل بهم أهوال كالتى نزلت بمن سبقهم من الأمم.

وحين يتكلم الحق عن الأحداث فهو يتكلم عما تتطلبه الأحداث من زمان ومكان , لأن كل حدث لابد له من زمن ولابد له من مكان, ولا يوجد حدث بلا زمان ولا مكان, والمكان هنا هو القرى التى يعيش فيها اهلها, والزمان هو ما سوف يأتى فيه البأس, وهو قد يأتى لهم بياتاً وهم نائمون, أو يأتى لهم ضحى وهم يلعبون, وهذه تعابير إلهيه , والإنسان إذا ما كان فى مواجهه الشمس فالدنيا تكون بالنسبه له نهاراً. والمقابل له يكون الليل. وقد يجئ البأس على أهل قرية نهاراً,أو ليلاً فى أى وقت من دورة الزمن, ونعلم أن كل لحظه من اللحظات للشمس تكون لمكان ما فى الأرض شروقا, وتكون لمكان أخر غروباً, وفى كل لحظه من اللحظات يبدأ يوم ويبدأ ليل, إذن أنت لا تأمن يا صاحب النهار أن يأتى البأس ليلاً أو نهاراً , وانت يا صاحب الليل لا تأمن أن يكون البأس نهاراً أو ليلاً . وأهل القرى هم الذين قال الله فيهم :

 

وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ   

 

      من الآيه96سورة الاعراف

 

وما داموا قد كذبوا فمعنى ذلك أنهم لم يؤمنوا برسول مبلغ عن الله, وتبعا لذلك لم يؤمنوا بمنهج يحدد قانون حركتهم ب ((افعل)) و (( لا تفعل )).

إذن فنهارهم هو حركه غير مجديه, وغير نافعه, بل هى لعب فى الحياة الدنيا, وليلهم نوم وفقد للحركة, أو عبث وجون وانحراف, وكل من يسير على غير منهج الله يقضى ليله نائماً أو لاهياً عاصياً, ونهارة لاعباً, لأن عمله مهما عظٌم, ليس له مقابل فى الآخرة من الجزاء الحسن.

ويقول الحق بعد ذلك:

 

أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ

إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99)