فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ(73)

سورة البقرة

احتدم الخلاف بين بني إسرائيل وكادت تحدث فتنة كبيرة .. فقرروا أن يلجأوا إلي موسى عليه السلام ليطلب من الله تبارك وتعالى أن يكشف لهم لغز هذه الجريمة ويدلهم على القاتل .. وجاء الأمر من الله سبحانه وتعالى أن اذبحوا البقرة ولو ذبحوا بقرة أية بقرة لانتهت المشكلة .. ولكنهم ظلوا يقولون ما لونها وما شكلها إلي آخر ما رويناه .. حتى وصلوا إلي البقرة التي كان قد استودعها الرجل الصالح عند الله حتى يكبر ابنه فاشتروها وذبحوها .. فأمرهم الله أن يضربوه ببعضها. أي أن يضربوا القتيل بجزء من البقرة المذبوحة بعد أن سال دمها وماتت..
وانظر إلي العظمة في القصة .. جزء من ميت يضرب به ميت فيحيا .. إذن المسألة أعدها الحق بصورة لا تجعلها يشكون أبدا .. فلو أن الله أحياه بدون أن يضرب بجزء من البقرة. لقالوا لم يكن قد مات، كانت فيه حياه ثم أفاق بعد اغماءة. ولكن الله أمرهم أن يذبحوا بقرة حتى تموت ليعطيهم درسا إيمانيا بقدرة الله وهم الماديون الذين لا يؤمنون إلا بالماديات .. وأن يأخذوا جزءاً أو أجزاء منها وأن يضربوا به القتيل فيحيا وينطق باسم قاتله ويميته الله بعد ذلك.. يقول الحق جل جلاله .. "كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون" ليرى بنو إسرائيل وهم على قيد الحياة كيف يحيى الله الموتى وليعرفوا أن الإنسان لا يبقى حيا بأسباب الحياة .. ولكن بإرادة مسبب الحياة في أن يقول "كن فيكون".