يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) "  الفرقان

 كيف نفهم مضاعفة العذاب في هذه الآية مع قوله تعالى في أية أخرى :

 

" وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ..(40) " الشورى

 

ويقول سبحانه :

" مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160) "      الأنعام

 

الحقيقة لا يوجد تناقض بين آيات القران الكريم فالذي يرتكب هذه الفعلة يكون أسوة في المجتمع تجرئ الغير على ارتكاب هذه الجريمة لذلك عليه وزره كفاعل أولا وعليه وزر من أقتدى به .

كما جاء في قوله تعالى حكاية عن الكافرين :

 

 " إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف

 

 اذن : فوجود الاباء كقدوة للشر يزيد من شر الأبناء فكأنهم شركاء فيه .

لذلك يقول تعالى في موضع آخر :

 

 " لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) "      النحل

 

 وقال : وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ (13) " العنكبوت

 

  فالوزر الأول لضلالهم في ذاته والوزر الآخر لأنهم أضلوا غيرهم هذا هو المراد بمضاعفة العذاب . 

وقوله تعالى :

" وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) الفرقان

 

معنى مهانا : حينما وصف القرآن وصفه مرة بأنه أليم ومرة عظيم ومرة مهين فالذي ينظر الى ايلام الجوارح يقول : هذا عذاب أليم لأنه يؤلم كل جارحة فيه فالعذاب آمر حسي أما الإهانة فأمر معنوي ومن الناس من تؤلمه كلمة تنال من كرامتهومنهم من يضرب فلا يؤثر فيه .

والخالق – عز وجل – خلق الناس وعلم ازلا أنهم أبناء أغيار ليس معصوما منهم الا الرسل.

 اذن : فالسيئة محتملة منهم .

ومن تمام رحمته تعالى بربوبيته أن فتح باب التوبة لعباده لمن أسرف منهم على نفسه في شئ لأن صاحب السيئة أن يئس من المغفرة استشرى خطره وزاد فساده لكن أن فتحت له ابواب التوبة والمغفرة عاد الى الجادة واستقام على الطاعة وفي هذا رحمة بالمجتمع كله .