فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) " الشعراء

 

 إلقاء العصا له في القران ثلاث مراحل حين قال له

 

" وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)" طه

 

 وقلنا : أن موسى عليه السلام أطال في إجابة هذا السؤال لحرصه على إطالة مدة الانس بالله – عز وجل – فقال

" هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ (1) بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18)" طه (1) هش الشجر يهشه : ضربه بعصا ليسقط ورقه لتأكله الماشية والمعنى أي اسقط بعصاي أوراق الأشجار على غنمي لتأكلها ( القاموس القويم 2/ 303 ) فالعصا في نظر موسى – عليه السلام – عود من الخشب قريب عهد بأصله كغصن في شجرة لكنها عند الله لها قصة أخرى

 

:" قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) " طه

 وما صارت العصا عصا الا بعد ان قطعت من شجرتها وفقدت الحياة النباتية وتحولت الى جماد فلو عادت الى أصلها وصارت شجرة من جديد لكان الامر معقولا لكنها تجاوزت مرتبة النباتية وتحولت الى الحيوانية وهي المرتبة الأعلى لدلك فزع منها موسى وخاف فطمأنه ربه :

 

" قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21)" طه

 وكانت هذه المرة بمثابة تدريب لموسى عليه السلام : ليألف العصا في هذه الحالة وكأن الله تعالى أراد لموسى أن يجري هذه التجربة أمامه ليكون على ثقة من صدق هذه الاية فإذا ما جاء لقاء فرعون ألقاها دون خوف وهو واثق من نجاحه في هذه الجولة .

اذن : كان الإلقاء الثاني للعصا امام فرعون وخاصته ثم كان الإلقاء الثالث امام السحرة .

ومعنى :" ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) " الشعراء يعني : بين الثعبانية فيه حياة وحركة وقال " ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) " الشعراء يعني : واضح للجميع لانهم كانوا يجيدون هذه المسألة ويخيلون للناس مثل هذه الأشياء ويجعلونها تسعى وتتحرك ولم تكن عصا موسى كذلك انما كانت ثعبانا مبينا واضحا وحقيقيا لا يشك في حقيقته احد .

والمتتبع للقطات المختلفة لهذه الحادثة في القرآن الكريم يجد السياق يسميها مرة ثعبانا ومرة حية ومرة جانا (1)(1) وصفها بأنها : - ثعبان في آيتين : " الأعراف 107 ) والشعراء ( 32 )

-         حية في اية واحدة ( طه 20 )

-     جان في آيتين : ( النمل 10 ) والقصص 31)

-       لماذا ؟ قالوا : لأنها جمعت كل هذه الصفات فهي في خفة حركتها كأنها جان وفي شكلها المرعب كأنها حية وفي التلوي كأنها ثعبان والجان : فرخ الحية .