ثم يقول الحق سبحانه : "

" فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ (2) قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)" الشعراء

  (2) الشرذمة : الجماعة القليلة من الناس ( لسان العرب – مادة : شرزم ) قال القرطبي في تفسيره (7/4979 ) : " روي ان بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا والله اعلم بصحته "

الفاء هنا للتعقيب فوحي الله لموسى ان يسري ببني إسرائيل تم قبل ان يبعث فرعون في المدائن حاشرين وكان الله تعالى يحتاط موسى ليخرج قبل ان يهيج فرعون الناس ويجمعهم ضد موسى ويجري لهم ما نسميه نحن الآن ( غسيل مخ ) او يعلن على موسى وقومه حرب الأعصاب التي تؤثر على خروجهم .

و" حَاشِرِينَ (53)" الشعراء من الحشر أي الجمع لكن جمع هذه المرة للجنود لا للسحرة لانهم هزموا في مباراة السحرة فأرادوا ان يستخدموا سلاحا هو سلاح الجبروت والتسلط والحرب العسكرية فان فشلت الأولى فلعل الأخرى تفلح لكن الحق – تبارك وتعالى – اخبر نبيه موسى بما يدبر له وأمره بالخروج ببني إسرائيل .

وقول فرعون عن أتباع موسى :" إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) " الشعراء

يريد ان يهون من شانهم ويغري قومه بهم ويشجعهم على مواجهتهم لكن مع ذلك يحذرهم من خطرهم فيقول "وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55)" الشعراء فاعدوا لهم العدة ولا تستهينوا بأمرهم .