}كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ(201) فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (202)}

 

 

 

معنى } سَلَكْنَاهُ ...... {200}[الشعراء] أدخلناه في قلوب المجرمين ، كأنهم عجم لا يفهمون منه شيئاً ، لذلك  }لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ {201}[الشعراء] وما داموا لن يؤمنوا به حتى يروا العذاب الأليم فلن يُقبلَ منهم إيمان.   

 

  ومعنى } بَغْتَةً .... {202} [الشعراء] أي :فجأة ، ومن حيث  لا يشعرون.

 

              

 

 

لذلك لما نزل القرآن و آمن برسول الله بعض الصحابة اضْطهد  رسول الله وصحابته ، و أوذوا حتى صاروا لا  يأمنون على أنفسهم من بَطْش الكفار ، حتى كانوا يبيتون في السلاح ، ويستيقظون في السلاح ، لا يجدون مَنْ يحميه.

 

و في هذه الحالة نزل قوله تعالى : 

 

{ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ(45) }[ القمر]

 

   فتعجب عمر  رضي الله عنه : أيُّ جمع هذا الذي سيُهزم  ، والمسلمون على هذه الحال؟ فلما شهد بدراً وما كان فيها من قتل المشركين ونُصْرة دين الله ، قال : نعم صدق الله ، سيُهزم الجمع ويُولُّون الدبر (أورده ابن كثير  في تفسيره (4/266)  وعزاه لابن أبي حاتم عن عكرمة  قال :"لما نزلت  { سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ(45) }[ القمر]قال عمر : أي جمع يُهزم؟ أي أي جمع يغلب؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع وهو يقول :"سيًُهزم الجمع ويولون الدبر"فعرفت تأويلها يومئذ. )