وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ(210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211)

لأنهم قالو:إنما تنزّلت الشياطين علي محمد بالقران ,وكانو يقولون ذلك لكل شاعر ماهر بشعره عندهم,فلكل شاعر شيطان يُمليه الشّعر,وعندهم وادٍ يسمي وادي ((عبقر)) هو وادي الجن ,فيقولون:فلان عبقري أي:موصول بالجن في هذا الوادي.

لكن,كيف والكتاب الذي نزل علي محمد عدو للشياطين,يلعنهم في كل

مناسبه,ويُحذر أتباعه منهم :

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(268)

البقره

ويقول الحق سبحانه :

إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ(6)

فكيف_إذن_يمده الشيطان ويمليه عليه, وهو عدوه ؟ولماذا لم يأتكم وانتم أحباؤه ؟هذه واحده.

الاخري

وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211) الشعراء)

إن الله جعل القرآن معجزاً ومنهجاً,والمعجزه لا يتسلط عليها إنس ولا جن فيفسدها ,لذلك قال سبحـانه

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9)    الحجر

أما الكتب السابقه فقد طلبت من المؤمنين بها أن يحفظوها ,وفرق بين الحفظ مني ,وطلب الحفظ منكم,لأن الطلب تكليف وهو عرضه  لان يطاع ولان يعصي,وقد جربنا حفظ البشر فلم يحافظوا علي كتبهم السابقه ,لذلك تولي الحق_سبحانه وتعالي _حفظ قرآنه بنفسه, ولم يكله إلي احد من خلقه.

لذلك تجد في هذا المجال كثيراً من العجائب والمفارقات,فمع تقدم الزمن وطغيان الحضارات المعاديه للاسلام, والتي تمطرنا كل يوم بوابل من الانحرافات والخروج عن تعاليم الدين ,ومنا من ينساق خلفهم, وهذا كله ينقص من الاحكام المطبّقه من الاسلام.

لكن مع هذا كله تجد القرآن يزداد توثيقاً ويزداد حفـــــــــظاً, ويتباري حتي غير المسلمين في حفظ كتاب الله وتوثيقه,والتجديد في طباعته,حتي رأينا مصحفا في ورقه واحده,ومصحف في حجم عقله الإصبع , ويفخر بعضهم الان بأنه يملك أصغر مصحف في العالم..إلخ بصرف النظر عن دوافعهم من وراء هذا.

المهم أن الله تعالي يسخر حتي أعداء القرآن لحفظ القرآن

(وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي الا ذكري للبشر )31 المدثر

أليس من وسائل نشر القران والمحافظه عليه آلات التسجيل وآلات تكبير الصوت التي تنشر كلام الله في كل مكان؟ ولم يلق شيءٌ من الكتب السابقه مثل هذه العنايه .

إذن : فالعنايه بالقرآن كنصٌ لا تتناسب مع النقص في احكامه وانصراف أهله عنها ,وكأن الله _عز وجل _يقول لنا :سأحفظ هذا النص بغير المؤمنين به ,وسأجعلهم يوثقونه ويهتمون به  ,ليكون ذلك حجه عليكم .

لذلك كان عند الالمان قبل الحرب العالميه خزانه بها أدراج في كل درج منها آيه من القرآن,يحفظ به كل ما كتب عن هذه الايه بدايه من تفسير ابن عباس الي وقتها ,وهذا دليل علي أنهم مسخرون بقوه خفيه لا يقدر عليها  إلا الله عزوجل

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9)    الحجر

وسبق أن قلنا :إن بعض النساء يسرن في الشوارع كاشفات عن صدورهن ومع ذلك تتحلي بمصحف علي صدرها ,وليتها تستر صدرها ولا تعلق المصحف .

فكيف تقولون  تنزلت به الشياطين,وقد جاء القرآن ليعلن لأهله عداءه لهم والحذر منهم ؟كيف والشياطين لا تتنزل إلا علي كل كفار أثيم ,وانتم أولي بأن تتنزل عليكم

(َإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ  )      الانعام

ومعني :( وَمَا يَسْتَطِيعُونَ(211))اللشعراء    أن هذه المسأله فوق قدراتهم,لأن الحق تبارك وتعالي قال :

إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ(212)