يقول تعالى :

{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ(14) }

{ أَفَضْتُمْ ...(14) } [النور] أن تندفع إلى الشئ اندفاعا" تقصد فيه السرعة ، و معنى السرعة أن يأخذ الحدث الكبير زمنا" أقل مما يتصور له ، كالمسافة تمشيها فى دقيقتين , فتسرع لتقطعها فى دقيقة واحدة ، فكأنهم أسرعوا فى هذا الكلام لما سمعوه ، كما يقولون : خب فيها ووضع .

لكن ، لماذا تفضل الله عليهم و رحمهم ، فلم يمسهم العذاب ، و لم يجازهم على افترائهم على أم المؤمنين ؟

قالوا : لأن الحق – تبارك و تعالى – أراد من هذه المسألة العبرة و العظة ، و جعلها للمؤمنين وسيلة إيضاح , فليس المراد أن ينزل الله بهم العذاب ، إنما أن يعلمهم و يعطيهم درسا" فى حفظ أعراض المؤمنين .