يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)

قد يكون المعنى فى هذه الآية على اتصال بالآية السابقه ومتعلق بها فيكون المراد:

.... إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110)  النحل

 

يحدث هذا

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا .... (111)

أى يوم القيامه  أو يكون المعنى :أذكر يا محمد:

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا.... (111)  النحل

وهل  للإنسان أكثر من نفس فتجادل إحداهما عن الأخرى؟

الحقيقه ان للإنسان نفسا واحده فى الدنيا والأخرة ولكنها تختلف فى الدنيا عنها يوم القيامه لأن الحق سبحانه منحها فى الدنيا الأختيار وجعلها حرة فى ان تفعل او لا تفعل فكان من النفوس :الطائعه والعاصية والمنصاعه والمكابرة.

فإذا ما وقفت النفس فى موقف يوم القيامه وواجهت الحق الحق الذى كانت تخالفه علمت ان الموقف لا تفيد فيه مكابره ولا حيله لها الا ان تجادل وتدافع عن نفسها فكان نفس القيامه تجادل عن نفس الدنيا فى موقف ينادى فيه الحق تبارك وتعالى

....لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16)  غافر

وقد حكى القرآن الكريم نماذج من جدال النفس يوم القيامه فقال تعالى:

..... وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) الأنعام

.... وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ... (3)

.... رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا ....(29)  فصلت

إذن :هى نفس واحده تجادل عن نفسها فى يوم لا تجزى فيه نفس عن نفس فكل مشغول بكربه محاسب بذنبه كما قال تعالى:

يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) عبس

وقوله تعالى:

....وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (111)  النحل

الحق سبحانه يعطينا لقطه سريعه للحساب والجزاء يوم القيامه فالميزان ميزان عدل وقسطاس مستقيم لا يظلم احدا

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)  الزلزله

وقوله تعالى

.... وَتُوَفَّى ....(111) النحل

يدل على أن الجزاء من الله يكون وافيا لا نقص فيه ولا جور فالجميع عبيد لله لا يتفاضلون الا باعمالهم فان رحنهم فبفضله وان عذبهم فبعدله وقد قال تعالى :

..... وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (118) النحل