أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)

ولأنهم كانوا يخرجون للرعي والعمل؛ لذلك كان يجب أن يأتوا بعلة ليأذن لهم أبوهم بخروج يوسف معهم، ويوسف في أوان الطفولة؛ واللعب بالنسبة له أمر محبب ومسوح به؛ لأنه مازال تحت سن التكليف، واللعب هو الشغل المباح لقصد انشراح النفس.
ويفضل الشرع أن يكون اللعب في مجال قد يطلبه الجد مستقبلا كأن يتعلم الطفل السباحة، أو المصارعة، أو إصابة الهدف؛ وهي الرماية وهكذا نفهم معنى اللعب: إنه شغل لا يلهي عن واجب، أما اللهو فهو شغل يلهي عن واجب.
وهناك بعض من الألعاب يمارسها الناس؛ ويجلسون معاً؛ ثم يؤذن المؤذن؛ ويأخذهم الحديث؛ ولا يلتفون إلى إقامة الصلاة في ميعادها؛ وهكذا يأخذهم اللهو عن الضرورة؛ أما لو التفتوا إلى إقامة الصلاة: لصار الأمر مجرد تسلية لا ضرر منها. ويقول الحق سبحانه بعد ذلك

قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)