فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)

وهكذا تفضل عليه الله الذي خلقه وتولى تربيته وحمايته، فصرف عنه كيدهن؛ الذي تمثل في دعوتهن له أن يستسلم لما دعته إليه امرأة العزيز، ثم غوايتهن له بالتلميح دون التصريح. تلك الغواية التي تمثلت في قول الملك من بعد ذلك:

قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ .... (51)
(سورة يوسف)


وهكذا أنجاه الله من مكر النسوة؛ وهو جل وعلا له مطلق السمع ومطلق العلم، ولا يخفي عليه شيء، ويستجيب لأهل الصدق في الدعاء. ويقول الحق سبحانه بعد ذلك:

ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)