فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63)

وكان قولهم هذا هو أول خبر قالوه لأبيهم، فور عودتهم ومعهم الميرة، وكأنهم أرادوا أن يوضحوا للأب أنهم منعوا مستقبلاً من أن يذهبوا إلى مصر، ما لم يكن معهم أخوهم. وحكوا لأبيهم قصتهم مع عزيز مصر، وإن وافق الأب على إرسال أخيهم "بنيامين" معهم؛ فلسوف يكتالون، ولسوف يحفظون أخاهم الصغير.
وهم في قولهم هذا يحاولون أن يبعدوا ريبة الأب عما حدث ليوسف من قبل. وهنا يأتي الحق سبحانه بما قاله أبوهم يعقوب عليه السلام:

قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)