قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)

ونلحظ هنا رقة قلب يعقوب وقرب موافقته على إرسال ابنه "بنيامين" معهم إلى مصر، هذه الرقة التي بدت من قبل في قوله:

{فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين "64"}
(سورة يوسف)


وطلب منهم أن يحلفوا بيمين موثقة أن يعودوا من رحلتهم إلى مصر، ومعهم أخوهم "بنيامين" إذا ما ذهب معهم؛ ما لم يحط بهم أمر خارج عن الإرادة البشرية، كأن يحاصرهم أعداء يضيعونهم ويضيعون بنيامين معهم؛ وهذا من احتياط النبوة؛ لذلك قال:

.... إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ .....(66)
(سورة يوسف)


وأقسم أبناء يعقوب على ذلك، وأعطوا أباهم اليمين والعهد على رد بنيامين، وليكون الله شهيداً عليهم. قال يعقوب:

....اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)
(سورة يوسف)


أي: أنه سبحانه مطلع ورقيب، فإن خنتم فسبحانه المنتقم. ويوصي يعقوب أولاده الأسباط:

وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (67)