وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ
إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)
وبذلك تمادى هؤلاء القوم رافضين أن يقبح أحد لهم الشذوذ , لذلك قالوا : (أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ... (82)) .
وما هى الحجة التى من أجلها إخراج لوط والذين آمنوا معه من القرية ؟
(.... أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) سورة الأعراف
فهل التطهر عيب ! لا , لكنهم عاشوا فى النجاسة وألفوها , ويرفضون الخروج منها , لذلك كرهوا التطهر . والمثال على ذلك حين نجد شاباً يريد أن ينضم إلى جماعه فى مثل عمره , لكنه وجدهم يشربون الخمور , فنصحهم بالأبتعاد عنه , ووجدهم يغازلون النساء فحذرهم من مغبة الخوض فى أعراض الناس , لكن جماعه الأصدقاء كرهت وجوده بينهم لأنه لم يألف الفساد فيقولون : لنبتعد عن هذا المستقيم المتزهد المتقشف , وكأن هذه الصفات صارت سُبة فى نظر أصحاب المزاج المنحرف , مثلهم مثل الحيوان الذى يحيا فى القذارة , وإن خرج إلى النظافة يموت.
ويقول الحق بعد ذلك :
فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83)