ثم يقول الحق سبحانه عن جزاء عباد الرحمن :

 

" أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ (1) بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)  الفرقان

 

(1)        الغرفة : الدرجة الرفيعة وهي اعلى منازل الجنة وأفضلها كما ان الغرفة اعلى مساكن الدنيا حكاه ابن شجرة وقال الضحاك : الغرفة الجنة ( ذكره القرطبي 7/ 4961 ) .

 

 

 "أُولَئِكَ .....(75) " الفرقان خبر عن عباد الرحمن الذين تقدمت صفاتهم أوصافهم فجزاؤهم " يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ ..  (75)" الفرقان وجاءت الغرفة مفردة مع أنهم متعددون يحتاج كل منهم الى غرفة خاصة به قالوا لأن الغرفة هنا معناها المكان العالي الذي يشتمل على غرفات كما قال تعالى :" إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ (37) "سبا وهذا الجزاء نتيجة "  بِمَا صَبَرُوا ....... (75) " الفرقان صبروا على مشاق الطاعات وقد أوضح النبي صلي الله عليه وسلم هذه المسألة بقوله :

" حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات " (2) أخرجه الإمام احمد في مسنده ( 3/ 153 ، 254 ) ومسلم في صحيحه (3822 ) والترمذي في سننه ( 2559 ) من حديث انس رضي الله عنه .

 فالجنة تستلزم أن أصبر على مشاق الطاعات وأن أقدر الجزاء على العمل وأستحضره في الآخرة فان ضقت بالطاعات وكذبت بجزاء الآخرة فلم العمل اذن ؟

ومثلنا لذلك التلميذ الذي يحد ويجتهد في دروسه لانه يستحضر يوم الامتحان ونتيجته وكيف سيكون موقفه في هذا اليوم اذن : لو أستحضر الانسان الثواب على الطاعة لسهلت عليه وهانت عليه متعابها ولو أستحضر عاقبة المعصية وما ينتظره من جزائها لابتعد عنها .  

فالتكاليف الشرعية تستلزم الصبر كما قال تعالى :

 

" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) "        البقرة

 

فالحق – تبارك وتعالى – يريد منا الا نعزل التكاليف عن جزائها .

بل ضع الجزاء نصب عينيك قبل ان تقدم على العمل .

لذلك النبي صلي الله عليه وسلم يسأل أحد صحابته :

" كيف أصبحت يا حارسة (1) هو : الحارث بن مالك الأنصاري أنظر ترجمته في كتاب " الإصابة في تمييز الصحابة – 1475 لابن حجر العسقلاني وقد ذكر روايات كثيرة لحديثه هدا "

 

 فيقول : أصبحت مؤمنا حقا فقال :" ان لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟

قال عزفت نفسي عن الدنيا حتى استوى عندي ذهبها ومدرها (2)  المدر : قطع الطين اليابس ( لسان العرب – مادة : مدر ) وكأني أنظر الى أهل الجنة في الجنة ينعمون والى أهل النار في النار يعذبون .

فالمسألة اذن : - في نظرهم لم تكن غيبا انما نشاهدة كأنهم يرونها من شدة يقينهم بها لذلك قال له النبي صلي الله عليه وسلم :

" عرفت فالزم "(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/57 ) وعزاه للطبراني في الكبير وقال " فيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج الى الكشف عنه "

 

والإمام علي – كرم الله وجهه – يقول لو كشفت عني الحجاب ما أزددت يقينا لماذا ؟ لانه بلغ من اليقين في الغيب الى حد العلم والمشاهدة ثم يقول تعالى :

 

"  وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) الفرقان

 

 التحية : أن نقول له اننا نحييك يعني : نريد حياتك بأنسك بنا والسلام : الأمان والرحمة لكن ممن يكون السلام ؟ ورد السلام في القرآن الكريم بمعان ثلاثة : سلام من الله كما في قوله تعالى :

" سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)"  يس

 

 وسلام من الملائكة :

" جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ .. (24)" الرعد

 

وسلام من أهل الأعراف وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يدخلوا الجنة ولم يدخلوا النار وهؤلاء يقولون :

 

"  وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) الأعراف

 

 ادن : فعباد الرحمن يلقون في الجنة سلاما من الله وسلاما من الملائكة وسلاما من أهل الأعراف .

 

ومثلنا لذلك التلميذ الذي يحد ويجتهد في دروسه لانه يستحضر يوم الامتحان ونتيجته وكيف سيكون موقفه في هذا اليوم اذن : لو أستحضر الانسان الثواب على الطاعة لسهلت عليه وهانت عليه متعابها ولو أستحضر عاقبة المعصية وما ينتظره من جزائها لابتعد عنها .  

فالتكاليف الشرعية تستلزم الصبر كما قال تعالى :

 

" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) "        البقرة

 

فالحق – تبارك وتعالى – يريد منا الا نعزل التكاليف عن جزائها .

بل ضع الجزاء نصب عينيك قبل ان تقدم على العمل .

 

 

لذلك النبي صلي الله عليه وسلم يسأل أحد صحابته : " كيف أصبحت يا حارسة (1) هو : الحارث بن مالك الأنصاري أنظر ترجمته في كتاب " الإصابة في تمييز الصحابة – 1475 لابن حجر العسقلاني وقد ذكر روايات كثيرة لحديثه هدا " فيقول : أصبحت مؤمنا حقا فقال :" ان لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك "؟

قال عزفت نفسي عن الدنيا حتى استوى عندي ذهبها ومدرها (2)  المدر : قطع الطين اليابس ( لسان العرب – مادة : مدر ) وكأني أنظر الى أهل الجنة في الجنة ينعمون والى أهل النار في النار يعذبون .

فالمسألة اذن : - في نظرهم لم تكن غيبا انما نشاهدة كأنهم يرونها من شدة يقينهم بها لذلك قال له النبي صلي الله عليه وسلم :" عرفت فالزم "(3) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (1/57 ) وعزاه للطبراني في الكبير وقال " فيه ابن لهيعة وفيه من يحتاج الى الكشف عنه "

والإمام علي – كرم الله وجهه – يقول لو كشفت عني الحجاب ما أزددت يقينا لماذا ؟ لانه بلغ من اليقين في الغيب الى حد العلم والمشاهدة ثم يقول تعالى :"  وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) الفرقان

 التحية : أن نقول له اننا نحييك يعني : نريد حياتك بأنسك بنا والسلام : الأمان والرحمة لكن ممن يكون السلام ؟ ورد السلام في القرآن الكريم بمعان ثلاثة : سلام من الله كما في قوله تعالى :

 

" سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58)"  يس

 وسلام من الملائكة :

 

" جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ .. (24)" الرعد

 

وسلام من أهل الأعراف وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يدخلوا الجنة ولم يدخلوا النار وهؤلاء يقولون :

"  وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) الأعراف

ادن : فعباد الرحمن يلقون في الجنة سلاما من الله وسلاما من الملائكة وسلاما من أهل الأعراف .