ويواصل موسى حديثه عن مخاوفه :
" وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) " الشعراء
يضيق صدري ساعة يكذبونني وضيق الصدر ينتج عنه أن أتلجج وأتعصب فلا أستطيع أن أتكلم الكلام المقنع ذلك لأنني سأشاهد باطلا واضحا يجابه حقا واضحا ولابد أن يضيق صدري بذلك خاصة وان موسى عليه السلام سابقة في مسألة الكلام .
لذلك قال : " فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (13) الشعراء
وفي آية أخرى :" وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا (1) رداه : قواه وأعانه والردة المعين والناصر ( القاموس القويم 1/ 360 ) .
يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) القصص
يعني : مساعدا لي يتكلم بدلا عني إِن عجز لساني عن الكلام وهذا يدل على حرصه – عليه السلام – على تبليغ دعوة ربه إِلى فرعون وقومه .
وعليه فقد كان موسى وهارون كلاهما رسول إِلا أن القرآن قال مرة عنهما : " إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) "الشعراء
بصيغة المفرد وقال مرة أخرى :" إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ .. (47)" طه
بصيغة المثنى .
الرسول : هو المرسل من شخص لآخر سواء كان واحدا أو مثنى او جمعا .
ومعلوم أن الانسان يحتاج لاستبقاء حياته طعاما وشرابا وقبل ذلك وأهم منه يحتاج لاستبقاء نفسه ألا تراه يصبر على الطعام ويصبر على الشراب لكنه لا يصبر بحال على الهواء فإِن حبس عنه شهيق أو زفير فارق الحياة ؟
وسبق أن قلنا أن من رحمة الله تعالى بنا أن يملك الطعام كثيرا وقليلا ما يملك الماء لكن الهواء لا يملكه الله لأحد لماذا ؟
لأنه لو ملك عدوك الهواء فمنعه عنك فسوف تموت قبل أن يرضي عنك بالإِضافة إِلى أن الهواء هو العنصر الاساسي في الحياة وعليه تقوم حركتها
ونلحظ إِن الانسان إِذا صعد مكانا عاليا ( ينهج ) وتزداد ضربات قلبه وحلاكة تنفسه لماذا ؟
لأن الحركة تحتاج لكثير من الهواء فإِن قل الهواء يضيق الصدر لأنه يكفي فقط لإِستبقاء الحياة لكنه لا يكفي الحركة الخارجية للإِنسان .