إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ (2) أَلَا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)"
(2) قال ابن كثير في تفسيره (3/ 345 ) انما لم يقل ههنا أخوهم شعيب لانهم نسبوا الى عبادة الأيكة وهي شجرة فقطع نسب الإخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا اليه وان كان أخاهم نسبا اما رأى القرطبي فهو مبني على ان أصحاب الأيكة غير أهل مدين فليسوا امة واحدة فقال لم يقل أخوهم شعيب لانه لم يكن اخا لأصحاب الأيكة في النب ( تفسير القرطبي 7/ 5015 )
نلحظ اختلاف الأسلوب هنا مما يدل على دقة الأداء ألقراني فلم يقل : أخوهم شعيب كما قال في نوح وهود وصالح ولوط دلك لان شعيب عليه السلام لم يكن من أصحاب الأيكة انما كان غريبا عنهم .
وباقي الايات متفقة تماما مع من سبقه من إخوانه الرسل لان الوحدة في المنهج لدلك قرانا هذه الايات عند كل الرسل الدين سبق ذكرهم .
ثم يأخذ في تفصيل الامر الخاص بهم لان كل امة من الأمم التي جاءها رسول من عند الله انما جاء ليعالج داء خاصا تفشى بها وكانت الأمم من قبل منعزلة بعضها عن بعض ولا يوجد بينها وسائل اتصال تنقل هذه الداءات من امة لأخرى .
فهؤلاء قوم عاد وكان داءهم التفاخر بالبناء والتعالى على الناس فجاء هود – عليه السلام – ليقول لهم
:" أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)" الشعراء
وثمود كان داءهم الغفلة والانصراف بالنعمة عن المنعم فجاء صالح – عليه السلام – يقول لهم :
" أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) " الشعراء
اما قوم لوط – عليه السلام فقد تفردوا بفاحشة لم يسبقهم إليها احد من العالمين وهي إتيان الذكران فجاء لوط – عليه السلام – ليمنعهم ويدعوهم الى التوبة والإقلاع :
أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166)" الشعراء
اما أصحاب الأيكة فكان داءهم ان يطفقوا المكيال والميزان .