أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)

ألم يحسب هؤلاء حساب انتقام الله منهم بعذاب الدنيا الذي يعم؛ لأن الغاشية هي العقاب الذي يعم ويغطي الجميع؛ أم أنهم استبطئوا الموت، واستبطئوا القيامة وعذابها؛ رغم أن الموت معلق على رقاب الجميع، ولا أحد يعلم ميعاد موته.

<فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات قامت قيامته">

فما الذي يبطئهم عن الإيمان بالله والإخلاص التوحيدي لله، بدون أن يمسهم شرك؛ قبل أن تقوم قيامتهم بغتة؛ أي: بدون جرس تمهيدي. ونعلم أن من سبقونا إلى الموت لا يطول عليهم الإحساس بالزمن إلى أن تقوم قيامة كل الخلق؛ لأن الزمن لا يطول إلا على متتبع أحداثه.
والنائم مثلاً لا يعرف كم ساعة قد نام؛ لأن وعيه مفقود فلا يعرف الزمن، والذي يوضح لنا أن الذين سبقونا لا يشعرون بمرور الزمن هو قوله الحق:

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)
(سورة النازعات)


ويأتي قول الحق سبحانه من بعد ذلك: