وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آَبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)

 

عن ابى هريرة رضى الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ،يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام،أخرجه الترمذى فى سننه(2116)،واحمد فى مسنده (2/232 ، 416)،والحاكم فى مستدركه (2/346)

وبذلك أوضح يوسف عليه السلام أنه ترك ملة القوم الذين لا يعبدون الله حق عبادته، ولا يؤمنون بالآخرة، واتبع ملة آبائه إبراهيم ثم إسحق ثم يعقوب، وهم من أرسلهم الله لهداية الخلق إلى التوحيد، وإلى الإيمان بالآخرة ثواباً بالجنة وعذاباً بالنار.
وذلك من فضل الله بإنزاله المنهج الهادي، وفضله سبحانه قد شمل آباء يوسف بشرف التبليغ عنه سبحانه؛ ولذلك ما كان لمن يعرف ذلك أن يشرك بالله، فالشرك بالله يعني اللجوء إلى آلهة متعددة. يقول الحق سبحانه:

....وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91)
(سورة المؤمنون)


فلو أن هناك آلهة غير الله سبحانه لصنع كل إله شيئاً لا يقدر على صنعه الإله الآخر؛ ولأصبح الأمر صراعاً بين آلهة متنافرة.
ومن فضل الله ـ هكذا أوضح يوسف عليه السلام ـ أن أنزل منهجه على الأنبياء؛ ومنهم آباؤه إبراهيم وإسحق ويعقوب؛ ليبلغوا منهجه إلى خلقه، وهم لم يحبسوا هذا الفضل القادم من الله، بل أبلغوه للناس.

.... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)
(سورة يوسف)


وساعة تقرأ أو تسمع كلمة:

.... وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (38)
(سورة يوسف)


أعلم أن الأمر الذي أنت بصدده هو في مقاييس العقل والفطرة السليمة يستحق الشكر، ولا شكر إلا على النعمة. ولو فطن الناس لشكروا الأنبياء والرسل على المنهج الذي بلغوه عن الله؛ لأنه يهديهم إلى حسن إدارة الدنيا، وفوق ذلك يهديهم إلى الجنة. ويقول الحق سبحانه بعد ذلك ما واصله يوسف من حديثه للسجينين:

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39)